المرأة والحجاب
س-ماذا يمثل حجاب المرأة بالنسبة لكم؟أصيانة للمرأة وحفاظا عليها من كل أنواع التبضع والتشيء أم هو مجرد حجب لحريتها وجعلها بالتالي مجرد خيمة متحركة على قدمين ؟
ج-لا هذا ولا ذاك ومن الخطأ إعطاء لبس الحجاب هذه الدلالات الكبيرة ،الحجاب لوحده بالنسبة لي لا يمثل شيئا إنه قطعة قماش تغطي الرأس أي هو جزء من اللباس ،ولا أدري هنا كيف أن لبس الحجاب لوحده يمكن أن يكون صيانة للمرأة وحفاظا عليها من (التبضع )و (التشيء ) ،أو يجعلها خيمة متحركة على قدمين كما تقولين .المرأة يمكن أن تصون نفسها بالحجاب وبدون الحجاب ،كما يمكن أن تكون أسوأ من خيمة متحركة سواء لبست الحجاب أم لا .يكون للحجاب معنى وقيمة إذا تصاحب مع سلوك ديني وأخلاقي هنا لا يفصل الحجاب عن هذا السلوك بل يصبح متمما له .وكثيرا ما نصادف نساء متحجبات أكثر تفتحا من المتبرجات ،وبالعكس قد تخفي المتحجبة سلوكا شيطانيا .إذن يجب عدم أخذ الحجاب منفصلا عن مجمل السلوك.
س 2-ما هو أساس محاربة الدول الغربية والعلمانية للحجاب؟أهو ضرب للإسلام وللقومية العربية ولكافة المسلمين أم هو قضاء على التطرف وبالتالي القضاء على كل أنواع التضييق على المرأة والمس بحريتها ؟
ج 2-أبدأ بالجزء الثاني من السؤال ،الغرب لا يحارب الحجاب من منطلق الدفاع عن حرية المرأة لان حرية المرأة معناها أن تلبس المرأة ما تريد وما يتوافق مع قيمها وتقاليدها وليس حرمانها من لبس ما تريد ،أما بالنسبة للشق الأول من السؤال ،أنا لا أعتقد أن الغرب يحارب الحجاب بالمطلق وليس كل الغرب يحارب الحجاب ،وعلينا أن نميز ما بين محاربة الغرب لما يعتقده تطرفا دينيا إسلاميا ومحاربة الحجاب ،فقد أثيرت المشكلة في بعض المدارس الفرنسية ،ولكن هناك محجبات في دول غربية لا يثير الحجاب فيها مشاكل وهناك مدارس للجاليات المسلمة تلبس فيه الفتيات ما يردن…ومع ذلك يجب وضع الأمر في سياقه التاريخي والموضوعي ،فقبل أن يظهر (المد الأصولي) وتتقوى الجماعات الدينية الإسلامية حتى داخل الدول الغربية لم يكن لبس الحجاب يثير أية مشكلة بل كان يُنظر إليه كجزء من العادات والتقاليد المحافظة عند المجتمعات الشرقية ، ولكن بعد ظهور الإسلام السياسي تحول الحجاب إلى رمز للانتماء الديني السياسي كما هو الحال بالنسبة للِحيَة عند الرجل وخصوصا أن الجماعات الدينية أصبحت تفرض على المنتسبين إليها من النساء لبس الحجاب –أو تحبذ ذلك-،ولكن هذا لا يعني صحة موقف البعض في المجتمعات الغربية ممن يحاربون الحجاب لأنه إذا كان الغرب يزعم أنه مجتمع ديمقراطي ويؤمن بحرية الانتماء السياسي والديني ،فعليه أن يحترم إرادة المرأة أو الفتاة المسلمة في التعبير عن مشاعرها الدينية واحترام ما تعتبره سنة إسلامية ما دام ذلك لا يخل بالقانون ،ونحن نستغرب أن يسمح الغرب لليهودي أن يلبس الطاقية اليهودية المتميزة بل ويسمح للتلميذ اليهودي بذلك داخل المدرسة ويسمح للمسيحي بتعليق الصليب على صدره وهو رمز ديني -كما أن الحجاب رمز إسلامي- وفي نفس الوقت يحتج على رؤية مسلم ملتح أو مسلمة محجبة أو يمنع فتاة مسلمة محجبة من دخول المدرسة ،في هذه الحالة يصبح الموقف شكلا من العنصرية .
ومع ذلك يصعب القول إن محاربة الحجاب يعني محاربة الإسلام والقومية العربية وغير ذلك من الكلمات الكبيرة ،لان الإسلام ببساطة ليس هو الحجاب والمسلمون ليسوا فقط الملتحون والمحجبات ،وهذا يعني أنه حتى لو تمكن الغرب من منع ظاهرة لبس الحجاب فهذا لا يعني أنه قضى على الإسلام.
س 3-ما رأيكم في المعاناة والعراقيل التي تواجهها المرأة المحجبة في وقتنا الراهن ،سواء داخل بلادها في الإدارات وخصوصا في الإدارات الخاصة التي لا تقبل تشغيل المتحجبات ،أو في الدول الأجنبية التي ترفض استقبال المتحجبات في مدارسها وبالتالي عدم إعطائهن التأشيرة visa إذا كن يلبس الحجاب في الصور؟
ج 3- هنا أيضا يجب أن لا نعمم ،المرأة المحجبة لا تعاني في مجتمعاتنا الإسلامية ،وباستثناء تركيا العلمانية وهي وضع خاص ،أنا لا اعرف بان المحجبات يُضطهدن في مجتمعاتنا ،ففي الجامعة غالبية الطالبات من المتحجبات ،والمرأة المحجبة توجد في كل الإدارات وفي كل الوظائف ،وإذا كانت هناك مؤسسات لا تشغل المحجبات كما تقولين فهذا أمر خطير ومعارض للقانون ولدستور الدولة الذي ينص أن الإسلام دين الدولة وبما أنه كذلك فالحجاب يصبح محميا بالدستور .أما بالنسبة للدول الأجنبية فقد تطرقنا إلى ذلك وعلى المعنيات بالأمر أو من يمثلهن اللجوء إلى قانون الدولة التي يعيشون فيها والى منظمات حقوق الإنسان وخصوصا إذا كُن يحملن جنسية البلد الأجنبي الذي يقمن فيه.
س 4-ما رأيكم في الآباء والأزواج الذين يفرضون الحجاب على زوجاتهم وبناتهم القاصرات ؟ألا يعتبر هذا ضرب لحقوق الطفل وبالتالي حقوق المرأة وسلب لإرادتها ؟
ج 4-فرض الحجاب على الفتيات القاصرات فيه نظر ،في السنوات الأولى من عمر الفتاة يمكن لاهلها المتدينين من تعويدها على لبس الحجاب على أن يُصاحب ذلك بالتربية الحسنة وتعليمها قواعد الأخلاق والآداب وتعاليم الدين الإسلامي ،بمعنى أن تعرف الفتاة أن لبس الحجاب هو جزء من كل والكل هو الإسلام وبالتالي عليها أن تتخلق بأخلاق الإسلام ،أو هو جزء من التقاليد المحافظة وبالتالي عليها أن تحترم كل هذه التقاليد لا الحجاب فقط .أما فرض الحجاب على الفتاة دون تربية حسنة سيدفع الفتاة عند الكبر إلى التمرد على لبس الحجاب وهذا ما نشاهده اليوم ،حيث يفرض الآباء أو الأمهات على الفتيات لبس الحجاب ولكن عندما تخرج الفتاة إلى الشارع تخلع الحجاب وتلبسه عندما تعود إلى المنزل .ولكن عندما تكبر الفتاة وعندما تتزوج يجب أن يُترك لها حرية الاختيار، عليها أن تقتنع بأن لبس الحجاب أفضل من التبرج ،والزوج الذي يفرض على زوجته لبس الحجاب دون أن تكون هي مقتنعة بذلك عليه أن يكون متأكدا أن لا قيمة لتصرفه لأنه لن يكون مع زوجته طوال الوقت ليتأكد من لبسها الحجاب كما أن الحجاب لوحده ليس التعويذة السحرية التي ستصون شرف المرأة ،ومع ذلك أنا لا اعتقد أن المشكلة تكمن في الحجاب أنها أكبر من ذلك بكثير ،وهذا التركيز على الحجاب إنما يخفي الخوف أو العجز من تناول قضايا دينية أكثر أهمية أو يخفي أزمة أخلاق داخل المجتمع أو كلاهما.
س 5-ما رأيكم في بعض الأزواج الذين يجعلون من الحجاب الشرط الرئيسي للزواج ؟
ج 5- هذا موقف غريب ،لأن الزوج يهتم بالشكل لا بالجوهر ،وكما ذكرنا قد تكون غير المحجبة أكثر حفاظا على شرفها وكرامتها من المحجبات ،نعم يمكن اشتراط التحجب على ألا يكون الحجاب بحد ذاته هو المطلوب ولكن ما يوحي إليه من محافظة وتخلق وتدين .وأنا شخصيا لست ضد لبس الحجاب بكل المقاييس على أن يترك للمرأة البالغة الحرية في لبسه أو عدم لبسه ،وإذا توافق الزوج والزوجة على أن تلبس هذه الأخيرة الحجاب فسيكون أمرا حسنا ،وحتى جماليا فالمرأة المحجبة تبدو أكثر جمالا واحتراما من المتبرجة،فلبس الحجاب لا يعني أن المرأة تحولت إلى خيمة متحركة كما جاء في سؤالك الأول أو أنها بلبسه تقتل أنوثتها.
س 6-ما هو الحجاب الذي يمكن تطبيقه ويعتبر حقا حجابا ؟أهو ذاك المتمثل في الثوب الأسود وعدم ظهور أي جزء أو عضو من أعضاء الجسد بما فيها اليدين والعينيين بارتداء القفاز وحمل النظارتين السوداويتن ؟
ج 6-حقيقة ليس عندي جواب ،لأنني أولا لست مرجعية دينية ولأنني ثانيا لست من المنادين بلبس الحجاب حتى أضع مواصفاته ،ولأنني ثالثا وكما قلت سابقا ليس المهم هو الحجاب ولكن الأخلاق الحميدة ،ليس المهم أن تغطي الفتاة رأسها فقط أو تضع النقاب أو تتحول إلى خيمة –وقد أعجبني هذا التعبير المتطرف في وصف المرأة المتحجبة –ولكن المهم الرسالة المراد تبليغها من لبس الحجاب .وأذكر لك واقعة حصلت لي عندما زرت فلسطين بعد غربة استمرت سنوات ،حيث ذهبت لزيارة بيت أحد أقربائي وسلمت على أفراد العائلة جميعهم وافتقدت ابنتهم وهي من عمري تقريبا فسألت عنها فقالوا إنها موجودة ولكنها محجبة وبعد إلحاح خرجت لتسلم عليَ ،وإذ بي أمام كتلة من السواد وقفت بعيدة عني بأمتار وطرحت السلام دون أن تقترب مني ! ودخلت معها بنقاش حول صحة هذا السلوك –وهي مثقفة وجامعية –فاستشهدت بأحاديث نبوية تحرم على المرأة مس الرجل وتحرم على الرجل رؤية أي جزء من جسد المرأة ،وقلت لها أنت قريبتي ولم أشاهدك منذ سنوات ولا اعرف كيف أصبح شكلك ،ألا يحق لي أن أشاهد وجهك فقط ،فرفضت واعتبرت ذلك حراما ،والى اليوم اعرف أن لي قريبة ولكن لا أعرف ما هو شكلها ،هذا تصور للحجاب ،وهناك من يعتبر الحجاب مجرد تغطية الرأس مع لباس طويل يغطي الركبتين .
س 7-سياسيا ،هل يشكل الحجاب حجر عثرة أمام كل تقدم سياسي و…للمرأة ؟
ج 7- لا علاقة للحجاب بالتقدم أو بالتخلف السياسي للمرأة ،رئيسة وزراء باكستان السابقة كانت متحجبة ورئيسة وزراء بنغلادش متحجبة ،فيما ملايين النساء في بلداننا من المتحجبات مهمشات في الحياة السياسية ،الحجاب لا يعني شيئا في السياسة ، في السياسة ليس المهم أن تتحجب المرأة أو لا تتحجب المهم قدرتها على الدفاع عن حقوقها أو معرفة هذه الحقوق إن كانت موجودة ،المرأة المحجبة في إيران حيث يوجد نظام إسلامي ،تتمتع بحقوق سياسية واسعة فيما المرأة المحجبة في بعض الدول العربية محرومة من الحقوق السياسية بما في ذلك حق الانتخاب ،إذن المسألة ليست بالحجاب ولكن بالمرأة نفسها وبالخيارات السياسية للمجتمع .وهذه النقطة قد تجرنا إلى الحديث حول حقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل وهو موضوع يحتاج إلى فتح ملف أخر.
س-ماذا يمثل حجاب المرأة بالنسبة لكم؟أصيانة للمرأة وحفاظا عليها من كل أنواع التبضع والتشيء أم هو مجرد حجب لحريتها وجعلها بالتالي مجرد خيمة متحركة على قدمين ؟
ج-لا هذا ولا ذاك ومن الخطأ إعطاء لبس الحجاب هذه الدلالات الكبيرة ،الحجاب لوحده بالنسبة لي لا يمثل شيئا إنه قطعة قماش تغطي الرأس أي هو جزء من اللباس ،ولا أدري هنا كيف أن لبس الحجاب لوحده يمكن أن يكون صيانة للمرأة وحفاظا عليها من (التبضع )و (التشيء ) ،أو يجعلها خيمة متحركة على قدمين كما تقولين .المرأة يمكن أن تصون نفسها بالحجاب وبدون الحجاب ،كما يمكن أن تكون أسوأ من خيمة متحركة سواء لبست الحجاب أم لا .يكون للحجاب معنى وقيمة إذا تصاحب مع سلوك ديني وأخلاقي هنا لا يفصل الحجاب عن هذا السلوك بل يصبح متمما له .وكثيرا ما نصادف نساء متحجبات أكثر تفتحا من المتبرجات ،وبالعكس قد تخفي المتحجبة سلوكا شيطانيا .إذن يجب عدم أخذ الحجاب منفصلا عن مجمل السلوك.
س 2-ما هو أساس محاربة الدول الغربية والعلمانية للحجاب؟أهو ضرب للإسلام وللقومية العربية ولكافة المسلمين أم هو قضاء على التطرف وبالتالي القضاء على كل أنواع التضييق على المرأة والمس بحريتها ؟
ج 2-أبدأ بالجزء الثاني من السؤال ،الغرب لا يحارب الحجاب من منطلق الدفاع عن حرية المرأة لان حرية المرأة معناها أن تلبس المرأة ما تريد وما يتوافق مع قيمها وتقاليدها وليس حرمانها من لبس ما تريد ،أما بالنسبة للشق الأول من السؤال ،أنا لا أعتقد أن الغرب يحارب الحجاب بالمطلق وليس كل الغرب يحارب الحجاب ،وعلينا أن نميز ما بين محاربة الغرب لما يعتقده تطرفا دينيا إسلاميا ومحاربة الحجاب ،فقد أثيرت المشكلة في بعض المدارس الفرنسية ،ولكن هناك محجبات في دول غربية لا يثير الحجاب فيها مشاكل وهناك مدارس للجاليات المسلمة تلبس فيه الفتيات ما يردن…ومع ذلك يجب وضع الأمر في سياقه التاريخي والموضوعي ،فقبل أن يظهر (المد الأصولي) وتتقوى الجماعات الدينية الإسلامية حتى داخل الدول الغربية لم يكن لبس الحجاب يثير أية مشكلة بل كان يُنظر إليه كجزء من العادات والتقاليد المحافظة عند المجتمعات الشرقية ، ولكن بعد ظهور الإسلام السياسي تحول الحجاب إلى رمز للانتماء الديني السياسي كما هو الحال بالنسبة للِحيَة عند الرجل وخصوصا أن الجماعات الدينية أصبحت تفرض على المنتسبين إليها من النساء لبس الحجاب –أو تحبذ ذلك-،ولكن هذا لا يعني صحة موقف البعض في المجتمعات الغربية ممن يحاربون الحجاب لأنه إذا كان الغرب يزعم أنه مجتمع ديمقراطي ويؤمن بحرية الانتماء السياسي والديني ،فعليه أن يحترم إرادة المرأة أو الفتاة المسلمة في التعبير عن مشاعرها الدينية واحترام ما تعتبره سنة إسلامية ما دام ذلك لا يخل بالقانون ،ونحن نستغرب أن يسمح الغرب لليهودي أن يلبس الطاقية اليهودية المتميزة بل ويسمح للتلميذ اليهودي بذلك داخل المدرسة ويسمح للمسيحي بتعليق الصليب على صدره وهو رمز ديني -كما أن الحجاب رمز إسلامي- وفي نفس الوقت يحتج على رؤية مسلم ملتح أو مسلمة محجبة أو يمنع فتاة مسلمة محجبة من دخول المدرسة ،في هذه الحالة يصبح الموقف شكلا من العنصرية .
ومع ذلك يصعب القول إن محاربة الحجاب يعني محاربة الإسلام والقومية العربية وغير ذلك من الكلمات الكبيرة ،لان الإسلام ببساطة ليس هو الحجاب والمسلمون ليسوا فقط الملتحون والمحجبات ،وهذا يعني أنه حتى لو تمكن الغرب من منع ظاهرة لبس الحجاب فهذا لا يعني أنه قضى على الإسلام.
س 3-ما رأيكم في المعاناة والعراقيل التي تواجهها المرأة المحجبة في وقتنا الراهن ،سواء داخل بلادها في الإدارات وخصوصا في الإدارات الخاصة التي لا تقبل تشغيل المتحجبات ،أو في الدول الأجنبية التي ترفض استقبال المتحجبات في مدارسها وبالتالي عدم إعطائهن التأشيرة visa إذا كن يلبس الحجاب في الصور؟
ج 3- هنا أيضا يجب أن لا نعمم ،المرأة المحجبة لا تعاني في مجتمعاتنا الإسلامية ،وباستثناء تركيا العلمانية وهي وضع خاص ،أنا لا اعرف بان المحجبات يُضطهدن في مجتمعاتنا ،ففي الجامعة غالبية الطالبات من المتحجبات ،والمرأة المحجبة توجد في كل الإدارات وفي كل الوظائف ،وإذا كانت هناك مؤسسات لا تشغل المحجبات كما تقولين فهذا أمر خطير ومعارض للقانون ولدستور الدولة الذي ينص أن الإسلام دين الدولة وبما أنه كذلك فالحجاب يصبح محميا بالدستور .أما بالنسبة للدول الأجنبية فقد تطرقنا إلى ذلك وعلى المعنيات بالأمر أو من يمثلهن اللجوء إلى قانون الدولة التي يعيشون فيها والى منظمات حقوق الإنسان وخصوصا إذا كُن يحملن جنسية البلد الأجنبي الذي يقمن فيه.
س 4-ما رأيكم في الآباء والأزواج الذين يفرضون الحجاب على زوجاتهم وبناتهم القاصرات ؟ألا يعتبر هذا ضرب لحقوق الطفل وبالتالي حقوق المرأة وسلب لإرادتها ؟
ج 4-فرض الحجاب على الفتيات القاصرات فيه نظر ،في السنوات الأولى من عمر الفتاة يمكن لاهلها المتدينين من تعويدها على لبس الحجاب على أن يُصاحب ذلك بالتربية الحسنة وتعليمها قواعد الأخلاق والآداب وتعاليم الدين الإسلامي ،بمعنى أن تعرف الفتاة أن لبس الحجاب هو جزء من كل والكل هو الإسلام وبالتالي عليها أن تتخلق بأخلاق الإسلام ،أو هو جزء من التقاليد المحافظة وبالتالي عليها أن تحترم كل هذه التقاليد لا الحجاب فقط .أما فرض الحجاب على الفتاة دون تربية حسنة سيدفع الفتاة عند الكبر إلى التمرد على لبس الحجاب وهذا ما نشاهده اليوم ،حيث يفرض الآباء أو الأمهات على الفتيات لبس الحجاب ولكن عندما تخرج الفتاة إلى الشارع تخلع الحجاب وتلبسه عندما تعود إلى المنزل .ولكن عندما تكبر الفتاة وعندما تتزوج يجب أن يُترك لها حرية الاختيار، عليها أن تقتنع بأن لبس الحجاب أفضل من التبرج ،والزوج الذي يفرض على زوجته لبس الحجاب دون أن تكون هي مقتنعة بذلك عليه أن يكون متأكدا أن لا قيمة لتصرفه لأنه لن يكون مع زوجته طوال الوقت ليتأكد من لبسها الحجاب كما أن الحجاب لوحده ليس التعويذة السحرية التي ستصون شرف المرأة ،ومع ذلك أنا لا اعتقد أن المشكلة تكمن في الحجاب أنها أكبر من ذلك بكثير ،وهذا التركيز على الحجاب إنما يخفي الخوف أو العجز من تناول قضايا دينية أكثر أهمية أو يخفي أزمة أخلاق داخل المجتمع أو كلاهما.
س 5-ما رأيكم في بعض الأزواج الذين يجعلون من الحجاب الشرط الرئيسي للزواج ؟
ج 5- هذا موقف غريب ،لأن الزوج يهتم بالشكل لا بالجوهر ،وكما ذكرنا قد تكون غير المحجبة أكثر حفاظا على شرفها وكرامتها من المحجبات ،نعم يمكن اشتراط التحجب على ألا يكون الحجاب بحد ذاته هو المطلوب ولكن ما يوحي إليه من محافظة وتخلق وتدين .وأنا شخصيا لست ضد لبس الحجاب بكل المقاييس على أن يترك للمرأة البالغة الحرية في لبسه أو عدم لبسه ،وإذا توافق الزوج والزوجة على أن تلبس هذه الأخيرة الحجاب فسيكون أمرا حسنا ،وحتى جماليا فالمرأة المحجبة تبدو أكثر جمالا واحتراما من المتبرجة،فلبس الحجاب لا يعني أن المرأة تحولت إلى خيمة متحركة كما جاء في سؤالك الأول أو أنها بلبسه تقتل أنوثتها.
س 6-ما هو الحجاب الذي يمكن تطبيقه ويعتبر حقا حجابا ؟أهو ذاك المتمثل في الثوب الأسود وعدم ظهور أي جزء أو عضو من أعضاء الجسد بما فيها اليدين والعينيين بارتداء القفاز وحمل النظارتين السوداويتن ؟
ج 6-حقيقة ليس عندي جواب ،لأنني أولا لست مرجعية دينية ولأنني ثانيا لست من المنادين بلبس الحجاب حتى أضع مواصفاته ،ولأنني ثالثا وكما قلت سابقا ليس المهم هو الحجاب ولكن الأخلاق الحميدة ،ليس المهم أن تغطي الفتاة رأسها فقط أو تضع النقاب أو تتحول إلى خيمة –وقد أعجبني هذا التعبير المتطرف في وصف المرأة المتحجبة –ولكن المهم الرسالة المراد تبليغها من لبس الحجاب .وأذكر لك واقعة حصلت لي عندما زرت فلسطين بعد غربة استمرت سنوات ،حيث ذهبت لزيارة بيت أحد أقربائي وسلمت على أفراد العائلة جميعهم وافتقدت ابنتهم وهي من عمري تقريبا فسألت عنها فقالوا إنها موجودة ولكنها محجبة وبعد إلحاح خرجت لتسلم عليَ ،وإذ بي أمام كتلة من السواد وقفت بعيدة عني بأمتار وطرحت السلام دون أن تقترب مني ! ودخلت معها بنقاش حول صحة هذا السلوك –وهي مثقفة وجامعية –فاستشهدت بأحاديث نبوية تحرم على المرأة مس الرجل وتحرم على الرجل رؤية أي جزء من جسد المرأة ،وقلت لها أنت قريبتي ولم أشاهدك منذ سنوات ولا اعرف كيف أصبح شكلك ،ألا يحق لي أن أشاهد وجهك فقط ،فرفضت واعتبرت ذلك حراما ،والى اليوم اعرف أن لي قريبة ولكن لا أعرف ما هو شكلها ،هذا تصور للحجاب ،وهناك من يعتبر الحجاب مجرد تغطية الرأس مع لباس طويل يغطي الركبتين .
س 7-سياسيا ،هل يشكل الحجاب حجر عثرة أمام كل تقدم سياسي و…للمرأة ؟
ج 7- لا علاقة للحجاب بالتقدم أو بالتخلف السياسي للمرأة ،رئيسة وزراء باكستان السابقة كانت متحجبة ورئيسة وزراء بنغلادش متحجبة ،فيما ملايين النساء في بلداننا من المتحجبات مهمشات في الحياة السياسية ،الحجاب لا يعني شيئا في السياسة ، في السياسة ليس المهم أن تتحجب المرأة أو لا تتحجب المهم قدرتها على الدفاع عن حقوقها أو معرفة هذه الحقوق إن كانت موجودة ،المرأة المحجبة في إيران حيث يوجد نظام إسلامي ،تتمتع بحقوق سياسية واسعة فيما المرأة المحجبة في بعض الدول العربية محرومة من الحقوق السياسية بما في ذلك حق الانتخاب ،إذن المسألة ليست بالحجاب ولكن بالمرأة نفسها وبالخيارات السياسية للمجتمع .وهذه النقطة قد تجرنا إلى الحديث حول حقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل وهو موضوع يحتاج إلى فتح ملف أخر.